الهندسةُ الفضائيةُ

 

تُعتبرُ الهندسةُ الفضائيةُ من أقدمِ فروعِ الرياضياتِ ، إذ بدأتْ منذُ آلافِ السنين ، عندما شعرَ الإنسانُ القديمُ بحاجتهِ لفهم أشكالِ الأجسام الموجودةِ حولَهُ ، فبدأ بتمييزِ الصفاتِ الأساسيةِ لهذه الأشكال ، وأوجدَ طُرقاً لتصنيفها ، وإيجاد العلاقات بينها ، وطُرُقاً لحساب القياساتِ المتعلقة بها ، ويرجع تاريخ علم الهندسة إلى الإغريق والمصريين القدماء والبابليين ثم العصر الإسلامي ، حيث ازدهرت علومها في بغداد والأندلس ، ومن أشهر الكتب القديمة في الهندسة كتابُ (الأصول) لإقليدس الذي كتبه في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد ، وحُفظ في مكتبة الإسكندرية حتى القرن السابع بعد الميلاد .

 

في العصر الإسلامي قام الحجاج بنُ مطر (170 – 220 هـ) بترجمةِ كتابِ الأصولِ إلى العربية ، ثم أعاد ترجمته حنينُ بن إسحق (194 – 259 هـ) ، ومن العلماء المسلمين الذين درسوا هذا الكتاب ، وناقشوا فرضيات إقليدس فيه عمرُ الخيام وابنُ الهيثم من الذين ساهموا في إدخال علمِ المنطقِ في دراسة الهندسة ، وقد ألّف كتابه المشهورَ "القواعد المفروضة" ، ومن العلماء الذين ساهموا أيضاً في تطوُّر علم الهندسة الشيخُ الرئيسُ أبو عليٍّ بنُ عبدالله بنُ سينا (3714 – 428 هـ) ، وكذلك العالم الفلكي محمد بن أحمد البيروني (362 – 440 هـ) ومن كتبُهِ في الهندسةِ "تحديدُ نهاياتِ الأماكنِ لتصحيحِ مسافاتِ المساكنِ" و "استخراجُ الأوتارِ في الدائرةِ" .

 

رجوع